الاحداث : عبير عبدالله
ختان الإناث هو اجراء خطير يهدد حياة الفتاة ويسبب لها معاناة ويحرمها من الكمال الجسدي والعقلي وكذلك يمنعها من التمتع بحقها في الحياة الطبيعية والصحية كما ان منظمات حقوق الانسان تعتبره نمطا من أنماط الظلم الاجتماعي ويعتبر ذلك نتيجة لفقدان المرأة لحقوقها الاجتماعية والاقتصادية.
تلك العادة الضارة تشتمل على الإزالة الكاملة اوالجزئية او تغير شكل الاعضاء التناسلية التى خلقت عليه وعلى الرغم من انه لا يوجد مصدر شرعى ديني صحيح تعتمد عليه شرعية ختان الاناث الا انه لا زال هنالك شريحة تصر على ممارسة تلك العادة على الرغم من التوعية الواسعة المنتشرة لمحاربة تلك العادة وبعض الامهات يحرصن على ممارسة العادة على بناتهن اعتقادا منهن ان التي لاتختن يكون حظها في الزواج ضعيفا لمفهوم خاطئ رسخ في اذهانهن ان الرجل يفضلها مختونة فكان لابد من معرفة هل يقبل بها الرجل السوداني غير مختونة ؟ وهل هو وصل الى درجة من الوعي وصلت به الى ان يفهم ان الختان عادة سيئة وقد تكون مميتة ؟ فطرقت ابواب عدة شرائح مجتمعية لمعرفة ارائها حول ذات الموضوع.
الممثلة المعروفة نادية احمد بابكر قالت لي نهار امس ان العادات والتقاليد رسخت في ذهن الرجل ان المعاناة التي يجدها في ليلة دخلته تجعله يشعر بكينونته وعندما ينجح في العملية يشعر بأنه سوبرمان وهذا ماجعله متمسكا بان يختار المختونة وأكدت ان شباب اليوم قد اختلف كثيرا وصار على درجة كبيرة من الوعي والثقافة مما جعلته يفضل غير المختونة بل يعمل على محاربة الختان في كثير من الاحيان.
توجهت الى شريحة من الشباب وفي خلدي سؤال كبير (هل يفضلونها مختونة ام غير مختونة) وذلك في محاولة مني لتطمين الامهات بان المفاهيم قد تغيرت بتغير الزمن .. فاجابني اول من سألت بعد ان اشترط عدم ذكر اسمه فأرقتني تلك المسألة لانها تمثل لدي في ان رفضه لذكر اسمه يعني انه غير مقتنع بما يقول فكيف سيواجه المجتمع بفكرته وان رفض ان يذكر اسمه في استطلاعي؟ كان رده على سؤالي انه يفضلها غير مختونة وبحسب ما قاله لي إن الختان يحيل الانثى الى كائن مشوه غريزيا خاصة وان عملية الختان تستأصل مكامن الحس والتفاعل والتجاوب.
اما محمد المدثر فقد أكد لى انه عندما اختار زوجته لم يفكر في انها مختونة ام غير مختونة لانه اختارها لذاتها وروحها وكل مابعد ذلك يعتبر امر ثانوي بالنسبة له وهو بعد ذلك عرف انها غير مختونة فلم يغير الامر شيئا وواجه اعتراض والدته في الاقتران بغير المختونة واقنعها بان الختان هو عادة سيئة وغير منصوص عليها في القرآن حتى اقتنعت والدته وهو الآن حسب قوله يعيش سعيد مع زوجته التي لا تعاني في حالة الوضوع مثل المختونات.
إسراء بحرالدين قالت إن الرجل السوداني يدعي التقدمية ليظهر بمظهر جميل ويقول انه ضد عادة الختان لكن عندما يصل الامر الى اختيار شريكة حياته فهو يتحول الى ذلك الشرقي الذي يؤمن بالعادات والتقاليد بل ويتمسك بها. اما آمنة امير طالبة الادارة بجامعة الاحفاد للبنات فقد قالت لي انها تعتبر نفسها ان الله قد اكرمها عندما وهبها والدا رفض بشدة ان تختن وهي الآن تعيش سعيدة لانها نفدت بجلدها من تلك المجزرة التي ترتكب بحق الاناث وأكدت انها تعتبر الرجل الذي يفضلها مختونة هو رجل فى منتهى الجهل وغير مثقف.
في ذات الموضوع التقيت بعميد مدرسة علم النفس بجامعة الاحفاد للبنات دكتورة سعاد موسى والتي تحدثت عن الختان مبينة انه بالرغم من اهتمام الجميع بمضار الختان الصحية الا انه ايضا تترتب عليه آثار نفسية بالغة الخطورة وذلك لأن المرأة المختونة تتضرر نفسيا مؤكدة ان ختان البنات عملية وحشية قاسية ومؤذية تعمل على وصم وتحقير المرأة وتعريض حياتها للخطر والموت اما عن قابلية الرجل السوداني للمرأة الغير مختونة فقالت دكتورة سعاد ان هنالك مفاهيم خاطئة نتجت عن العادات والتقاليد التي رسخت على ان المتعة الجنسية تكمن في الضيق الذى يصنعه الختان في الاعضاء التناسلية للمرأة ..الا انها اكدت ان الرجل الذي لا تكون له تجارب جنسية قبل الزواج فهو يفضلها غير مختونة لكن من خاض مغامرات فهو بالتأكيد خاضها مع عاهرات مختونات ولذلك عندما يخير بين المختونة وغير المختونة سيختار المختونة لأن تجربته ستكون لا زالت عالقة في ذهنه مصورة له ان المتعة تكمن في الختان ولكنها عادت لتؤكد ان اختلاف الثقافات لها دور في نفسية الرجل ومفاهيمه
